أخبار عاجلة

دين

فتوى سعودية بشأن بيت العائلة الإبراهيمية.. حقائق وتفاصيل
28-02-2023 | 11:51

مع افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية في دولة الإمارات، تجددت حملة افتراءات وأكاذيب تستهدف فكرة البيت والنيل من أهدافه.

حملة ممنهجة تقودها جهات مشبوهة، على رأسها عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية، ومن يدور في فلكها.

وتنوعت تلك الافتراءات والأكاذيب التي لا تمت للحقيقة بصلة ما بين إعادة الزعم بأن مبادرة "بيت العائلة الإبراهيمية" تدعو لدين جديد يدمج الديانات السماوية الثلاث في دين أطلقوا عليه اسم "الدين الإبراهيمي".

تبلغ مساحة هذا المنزل الصغير 30 مترًا مربعًا فقط،


وهناك من ذهب في افتراءاته إلى أبعد ذلك زاعما كذبا وبهتانا أن دولة الإمارات اعتمدت ما اسموه "الدين الإبراهيمي" كدين جديد للبلاد، وأنها محاولة لاستهداف الدين وعداء للإسلام.


ومع تصدي دولة الإمارات بالأقوال والأفعال التي تدحض تلك الأكاذيب، والتأكيد أن "بيت العائلة الإبراهيمية" يضم كنيسة قائمة بذاتها، ومسجدًا قائمًا بذاته، وكنيسًا قائمًا بذاته، ولكل فرد الحرية في ممارسة معتقداته، حيث أنه يكرس حرية الاعتقاد لا دمج المعتقدات، ويدعو لتعايش بين الأديان وليس انصهارها.


وجنبا إلى جنب مع مبادراتها الداعية لنشر التسامح والتعايش وتعزيز الأخوة الإنسانية، كانت تنشط في مختلف مدن دولة الإمارات، مسابقات قرآنية لتشجيع أبناء وبنات المسلمين في الإمارات ومختلف أصقاع الأرض لحفظ كتاب الله واستذكار السيرة النبوية الشريفة ونشر قيم وأخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وترسيخها في نفوس الأجيال.


فعاليات ومسابقات دينية دحضت حملات الافتراءات والأكاذيب، الأمر الذي دفع أصحاب تلك الحملات إلى اللجوء لأفكار خبيثة بعد فشل أكاذيبهم، فقاموا بإعادة نشر فتوى لداء الإفتاء السعودية قبل 26 عاما مضت وقاموا بالترويج لها على أنها جديدة تخص بيت العائلة الإبراهيمية.


ونشطت حسابات على مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام في الترويج لفتوى بشأن الدعوة إلى (وحدة الأديان): دين الإسلام، واليهودية، والمسيحية، تعود لأكثر من ربع قرن مضى، مزيلة بتوقيع اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي توفى عام 1999، على أنها فتوى جديدة أصدرتها السعودية بشأن بيت العائلة الإبراهيمية.مع العلم أن فكرة بيت العائلة الإبراهيمة لا تدعو أصلا لتوحيد الأديان أو للدين الإبراهيمي.


منارة للتعايش

وشهدت دولة الإمارات، 16 فبراير/ شباط الجاري، افتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يعد منارة للتعايش ومركز إشعاع حضاري يعزز الأخوة الإنسانية.


وهذا البيت الذي يجمع الديانات السماوية الرئيسية الثلاث تحت سقف صرح واحد، ترجمة على أرض الواقع لأهداف وثيقة "الأخوة الإنسانية" التاريخية التي وقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي في فبراير/شباط 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.


كما يجسد رسالة دولة الإمارات للإنسانية بأهمية التعايش والأخوة بين الجميع بغض النظر عن الأديان والمعتقدات واللغات والجنسيات.

وبافتتاحها "بيت العائلة الإبراهيمية"، تكون دولة الإمارات قد أهدت العالم معلما حضاريا ومركزا للحوار والتفاهم بين الأديان، وفضاءً ملهما للتثقيف، ومنارة للتفاهم المتبادل والتعايش بين أبناء الديانات، ووجهة للتعلم والحوار والتعارف، وواحة تجمع الإخوة في الإنسانية نحو مستقبل يسوده السلام والوئام والمحبة.


ويضم "بيت العائلة الإبراهيمية" كنيسة ومسجداً وكنيساً جنبا إلى جنب، بما يبرز القيم المشتركة بين الإسلام والمسيحية واليهودية، ويحفظ في ذات الوقت لكل دين خصوصيته، مقدمًا بذلك صرحًا عالميًا يجسد تواصل الحضارات الإنسانية والرسالات السماوية، ويعكس قيم الاحترام المتبادل والتفاهم بين أتباع الديانات السماوية الثلاث، ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات.


ويحمل البيت رسائل تدعو للتعايش لا الإقصاء، وتبرز مفهوم الاعتدال في مواجهة التطرف، وتعزز قيم التسامح لنبذ التعصب، وتدعو للمحبة في مواجهة الكراهية.


كما تؤكد دولة الإمارات من خلال فكرة ذلك البيت، أهمية التركيز على ما يجمعنا من قيم مشتركة تدعو لها مختلف الأديان لنكون حجر الأساس في بناء مظلة التسامح وواحة الإخوة التي نعيش فيها جميعا في تكامل وتعاون.


وتؤكد دولة الإمارات من خلال ذلك البيت أهمية الإيمان بالاختلاف، وأن تنوع المذاهب والعقائد لا يمكن إلغاؤه، وأن التعايش بين أتباع الديانات المختلفة في وئام وسلام واحترام متبادل هو السبيل لتعزيز الاستقرار، وبناء درع واق لحماية مجتمعاتنا من أخطار الإقصاء والتشدد والتطرف.


يجسد ذلك المعلم البارز أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تعد دستورا جديدا للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، يتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.

وتستلهم وثيقة الأخوة الإنسانية بنودها من "صحيفة المدينة"، التي وضع بنودها نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما هاجر من مكة إلى المدينة في السنة الأولى للهجرة، أي عام 623م.


مبدأ حرية الاعتقاد تضمنته صحيفة المدينة الصادرة قبل 1400 عام في البند رقم (25) والذي جاء فيه "وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو أثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته"، وهذا فيه ضمان للحريات الأساسية للأفراد، وعلى رأسها حرية الاعتقاد، وهو مبدأ هام يجسد فكرة بيت العائلة الإبراهيمية بشأن حرية الاعتقاد.


فعاليات دينية

وبالتزامن مع افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية، شهد عدد من مدن الإمارات على مدار الأيام الماضية، فعاليات متنوعة تستهدف تشجيع أبناء وبنات المسلمين في الإمارات ومختلف أصقاع الأرض لحفظ كتاب الله، الأمر الذي يدحض الافتراءات والأكاذيب التي تستهدف دولة الإمارات والزعم أنها تستهدف الإسلام.


وقبل يومين تمت إقامة الحفل الختامي لجائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، في دورتها الحادية والعشرين الذي أقيم على مسرح وزارة الثقافة والشباب برأس الخيمة، بتنظيم من مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه، تحت شعار "ولاء ووفاء".


وأشاد الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، بدور الجائزة في خدمة كتاب الله عز وجل وتشجيع أفراد المجتمع من مختلف الفئات العمرية على حفظ وتلاوة القرآن الكريم، والعمل بمقتضاه والتحلي بأخلاقه في التعامل مع سائر الناس انطلاقاً من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.


وكرم في ختام الحفل، الفائزين في مختلف فئات الجائزة، والمشاركين في فعالياتها الموازية لمسابقات الجائزة من العلماء والشيوخ وأساتذة الجامعات والمحاضرين وأعضاء لجان التحكيم ورعاة الجائزة والمؤسسات الداعمة وشركاء مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه.


وبلغ عدد المشاركين في تلك الدورة 1400 متسابق من 52 جنسية، كما شمل برنامج الجائزة على 27 فعالية متنوعة تضمنت محاضرات ودورات وورش عمل وبرامج إذاعية في مختلف مناطق الإمارة.


وفي 23 فبراير/ شباط الجاري، عقد رؤساء ومديرو الدوائر الحكومية المهتمة بالشأن القرآني اجتماعاً تنسيقياً في دائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة بهدف توحيد الجهود المشتركة دعماً لمسيرة تطوير التعاون وتعزيز التكامل وتنظيم آلية العمل في خدمة مشروعات القرآن الكريم وعلومه.


جاء هذا الاجتماع بعد يوم من اعتماد الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية، موازنة المؤسسة والمراكز التابعة لها للعام 2023 والتي تقدر بـ 52 مليون درهم.

واطّلع خلال الاجتماع على التقرير السنوي لمركز حميد بن راشد النعيمي لخدمة القرآن الكريم الذي بلغ عدد المستفيدين منه في العام الماضي 6053 مستفيدا.


ومنتصف فبراير/ شباط الجاري، كرمت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي الفائزين في مسابقة القرآن الكريم السنوية الدورة 11 لمراكز التحفيظ على مستوى إمارة دبي والفائزين في المسابقات المحلية على مستوى الدولة لعامي 2022-2023.


ووجه الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي خلال كلمته شكره على دعمهم من قبل قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما حكام الإمارات وأولياء العهود ونواب الحكام.


وتأتي تلك الجهود لتدحض حملة افتراءات شنتها حسابات معادية لدولة الإمارات ونهجها في التسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية بمواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية.

يأتي هذا فيما تعمل دولة الإمارات على نشر وثيقة الأخوة الإنسانية الداعية لنشر التسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية.


وكان من أبرز ما تضمنته الوثيقة هي شموليتها في الدعوة للتسامح والسلام، فطالبت الجميع بمختلف مواقعهم ووظائفهم، في سعي لنشر أهدافها ومبادئها على أوسع نطاق.

وطالبت الوثيقة "الجميع بوقف استخدام الأديان في تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى، والكف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش".


وتجسد الإمارات على أرض الواقع تلك مبادئ وأهداف وثيقة الأخوة الإنسانية، باحتضانها أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات يعيشون على أراضيها بانسجام ووئام في دار زايد، واحة الإنسانية ومنارة التسامح.


وكفلت قوانين الإمارات للجميع الاحترام والتقدير، وجرّمت الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف، كما أنها تعد شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز.