ترددت أصداء الواقع الميداني المحتدم على اللقاءات التي يجريها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على هامش مشاركته في أعمال “المنتدى الاقتصادي العالمي” في داڤوس في سويسرا، كما على المواقف الإعلامية التي يتخذها علما انه يستمر في ربط إعادة الاستقرار الى الجنوب بوقف النار في غزة .
واجتمع ميقاتي امس في دافوس مع رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وتم البحث في الاوضاع الراهنة في الاراضي الفلسطينية والمنطقة وانعكاسها على لبنان. كما تطرق البحث الى عمل اللجنة الخماسية العربية والدولية للمساعدة في دفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان قدما الى الأمام .
وفي احاديث صحافية ادلى بها من دافوس اكد ميقاتي “أننا قلنا دائمًا وأبدًا أننا نسعى للحلول الديبلوماسية”، وقال “سمعنا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أننا أمام فرصة لإيجاد حل للاستقرار في جنوب لبنان، ونحن نعمل على ذلك”، مؤكداً الالتزام بالقرارات الدولية بشأن لبنان و”نحترمها كلها”. وشدد على أنّ “وقف إطلاق النار في غزة هو حجر الزاوية لبداية كل الحوارات”، موضحاً “قلت أن حزب الله يتمتع بعقلانية وأترك هذا الحكم بعد 100 يوم من الحرب ولا يزال ضمن هذا التصرف وقال إنه يضع المصلحة اللبنانية فوق أي مصلحة ويحاول أن يتفادى أيّ كأس تؤدي للمزيد من الاضطراب في لبنان”.
ولفت إلى أنّ “كل الاتصالات التي أقوم بها مقدّرة من كل الدول، وهي تعلم أن لبنان يحاول تفادي التصعيد جراء الاستفزازت الإسرائيلية”.
وأوضح “إننا ندعو لتهدئة واستقرار طويل المدى على الحدود مع إسرائيل”. وأضاف:” بدأنا التحضير لاستقرار طويل المدى في الجنوب”، مشددًا على أن لبنان يجب أن يكون بعيدًا عن أيّ صراع.
وشدّد ميقاتي على أن ” قرار السلم بيد الدولة اللبنانية والحرب خسارة للجميع”، معتبرا أنّ “قرار الحرب جاء من حزب الله وهو يرد على الاستفزازات الإسرائيلية”. ولفت إلى أن “لبنان لا يستطيع أن يتحمل تبعات الحرب الآن”.
وفي اطار الردود المعارضة الرافضة لربط الوضع في الجنوب بحرب غزة حذر المكتب السياسي الكتائبي من أن “العمليات العسكرية تتوسع يوماً بعد يوم لتشمل البلدان المنضوية تحت راية توحيد الساحات واخطرها ما يحصل في اليمن والعراق وسوريا في ما يشبه حرباً اقليمية واسعة تجر العالم بمجمله الى ويلات يبدو لبنان فيها الحلقة الأضعف كونه مخطوف الارادة ومسلوب القرار ومؤسساته رهينة بيد حزب الله الذي بات الآمر والناهي وواضع الشروط للمبادرات المحلية والدولية”.
وأكد انه “يرفض كلام رئيس الحكومة الذي صدر عنه عقب لقائه الموفدين الدوليين الساعين الى تجنيب لبنان الأسوأ، وقد كرّس بموجبه رسميا ربط مصير لبنان بالحرب الدائرة في المنطقة، راهناً مستقبل الشعب اللبناني بانتهاء الحرب في غزة وبقضايا ليست قضاياه ولا قدرة له على تحمل تبعاتها منفرداً”.